للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

هذه بعض آداب الجلوس على الطريق، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: في حديث أبي شريح عند أحمد فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقه، قالوا: وما حق الطريق، وفي حديث أبي شريح قلنا: يا رسول الله، وما حقه؟، قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي حديث أبي طلحة الأولى والثانية، وزاد: وحسن الكلام، وفي حديث أبي هريرة الأولى والثالثة، وزاد: وإرشاد بن السبيل، وتشميت العاطس إذا حمد، وفي حديث عمر عند أبي داود، وكذا في مرسل يحيى بن يعمر من الزيادة: وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال، وهو عند البزار بلفظ وإرشاد الضال، وفي حديث البراء عند أحمد والترمذي: اهدوا السبيل، وأعينوا المظلوم، وأفشوا السلام، وفي حديث بن عباس عند البزار من الزيادة: وأعينوا على الحمولة، وفي حديث سهل بن حنيف عند الطبراني من الزيادة: ذكر الله كثيرا، وفي حديث وحشي بن حرب عند الطبراني من الزيادة: واهدوا الأغبياء، وأعينوا المظلوم، ومجموع ما في هذه الأحاديث أربعة عشر أدبا، وهي: إفشاء السلام، والإحسان في الكلام، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإعانة المحتاج للعون، ومناصرة المظلوم، وإغاثة المستغيث، وإرشاد السائل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكف الأذى، وغض البصر، والإكثار من ذكر الله -عز وجل-.

وقد اشتملت على معنى علة النهي عن الجلوس في الطرق من التعرض للفتن بمرور النساء والشواب وخوف ما يلحق من النظر إليهن من ذلك إذ لم يمنع النساء من المرور في الشوارع لحوائجهن ومن التعرض لحقوق الله.

وهذا مستفاد من كلام ابن حجر رحمه الله بتصرف (١).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٠٧٠ - بابٌ فِي وَضْعِ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ عَلَى الأُخْرَى

٢٦٩٤ - (١) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ،


(١) فتح الباري لابن حجر (١١/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>