للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح: قوله: {سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} المراد أن الله -عز وجل- ذللها للركوب ولولا ذلك ما أطقنا ركوبها، وقوله: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى» المراد جميع أعمال الخير، وأن أتقيك بالعبد عن كل عمل لا يرضيك، وقوله: «وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى» المراد أن وأسلك التوفيق لكل عمل يرضيك، وقوله: «اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ» المراد سهل لنا شدته ويسر لنا طريقنا فيه، وقوله «وَاطْوِ لَنَا بُعْدَ الأَرْضِ» المراد قرب لنا بعده بتسهيل سفرنا وتيسيره، وقوله: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ» المراد أنت الذي تصحبنا عنايتك ورعيتك في حلنا وترحالنا، وقوله: «وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ» المراد كما أنك الحافظ لنا في سفرنا، فكذلك أنت الذي تحفظ أهلنا في غيبتنا؛ لأنك المحيط بكل شيء، وأنت على كل شيء قدير، قوله: «اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا» المراد اجعل عنايتك وتوفيقك تصحبنا في سفرنا، وقوله: «وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا بِخَيْرٍ» المراد بفضلك ورحمتك نسترعيك أهلنا.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٠٨٦ - باب مَا يَقُولُ عِنْدَ الصُّعُودِ وَالْهُبُوطِ

٢٧١٢ - (١) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا هَبَطْنَا سَبَّحْنَا " (١).

رجال السند:

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وأَبُو زُبَيْدٍ، هو عبثر بن القاسم، وحُصَيْنٌ، هو ابن عبد الرحمن، وسَالِمٌ، هو ابن أبي الجعد، هم أئمة ثقات تقدموا، وجَابِرٌ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

هذا من استغلال الوقت في السفر في الذكر، فإذا صعدوا كبروا الله -عز وجل-، وإذا هبطوا واديا أو منخفضا سبحوا الله -عز وجل-، فيسهل عليهم السير وتطوى طريقهم، وتخف مشقة سفرهم، ومن هذا اشتغالهم بالنوافل على الرواحل، وقل من يعمل بهذا في هذا العصر، بعد توفر وسائل الراحة في السفر، ومع هذا يستحب إحياء هذا العمل على جميع وسائل السفر اليوم.


(١) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٢٩٩٤) وقال: " تصوبنا " بدلا من " هبطنا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>