يَعْلَى، الطنافسي، والأَعْمَشُ، وشَقِيقٌ، راوية ابن مسعود، أئمة ثقات تقدموا.
الشرح:
قوله:«قَالَ عَبْدُ اللَّهِ».
عبد الله هو ابن مسعود -رضي الله عنه-، وليس هذا مما يقال بالرأي؛ لأنه بما لم يحدث بعد، فلا بد أن يكون مبنيا على ما سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أخبار الفتن، لذلك قال:«كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً، فَإِذَا غُيِّرَتْ، قَالُوا: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ؟» وقد وقع ما أخبر به -رضي الله عنه- ومرت عليه أزمان شاهد الناس ما أخبر به عيانا، ولزماننا هذا نصيب الأسد مما أخبر به -رضي الله عنه-، وما هذه الناشئة المتطرفة التي استباحت حتى قتل الآباء والأمهات، وسفكت الدماء، واستحلت الأعراض، إلا برهان على ما أخبر به -رضي الله عنه-، وانتشار البدع حتى أصبح من ينكرها ويدعو للسنة يرمى بعظائم الأمور، وعدم حب الأولياء وتقديس القبور، وينبز بألقاب منفرة