للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٢ - بابٌ مَنْ لَمْ يرَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ

٤٦٣ - (١) أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا هِمامٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَا تَكْتُبُوا عَنِّى شَيْئاً إِلاَّ الْقُرْآنَ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّى شَيْئاً غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ» (١).

رجال السند:

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، تقدم آنفا، وهِمامٌ (٢)، هو ابن يحيى أبو عبد الله البصري، إمام ثقة ثبت في قتادة، روى له الستة، وزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، هو مولى عمر ابن الخطاب، ثقة إمام في التفسير عالم فقيه، عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، إمام ثقة تقدم وأَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٦٤ - (٢) أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: " أَنَّهُمُ اسْتَأْذَنُوا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ " (٣).

رجال السند:

أَبُو مَعْمَرٍ، هو القطيعي، إمام ثقة صاحب سنة تقدم، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، إمام ثقة تقدم، وزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، تقدما آنفا وأَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-.

الشرح:

كان هذا في صدر الإسلام، وبعد ذلك تظافرت على الجواز أقوال العلماء من الصحابة -رضي الله عنهم-، والتابعين رحمهم الله، والحمد لله كانت الكتابة والتدوين نعمة حفظ الله -عز وجل- السنة، ولولا ذلك لضاعت السنة واندثر العلم، فكان جواز كتابة الحدث من الحفظ لهذا الدين، والكتابة أولى من الحفظ على الجملة، وإن حصل معها الحفظ فذاك نور على نور، ومما قال القرطبي رحمه الله: " فإن العلم لا يضبط إلا بالكتاب، ثم بالمقابلة والمدارسة، والتعهد والتحفظ والمذاكرة، والسؤال والفحص عن الناقلين، والثقة بما نقلوا، وإنما كره


(١) رجاله ثقات، وأخرجه مسلم حديث (٣٠٠٤).
(٢) في المطبوع: هشام، وهو خطأ.
(٣) رجاله ثقات، وانظر سابقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>