للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

هذا قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن معاذ -رضي الله عنه- لما أفطر عنده في رمضان، وقيل: بل لسعد ابن عبادة -رضي الله عنه-، ولا مانع من تعدد الواقعة، وهو دعاء يستحب أن يقوله الصائم إذا أفطر عند أناس؛ لأن الصائم إذا أفطر عند أحد، فلمن قدم له ما يفطر عليه مثل أجر الصائم، وفي هذا الدعاء طلب المزيد من إفطار الصائمين ليزداد لهم الأجر.

أما دعاء " وأكل عندكم الأبرار " فالمراد الصائمون، والأبرار غيرهم، ومعلوم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيد الأبرار، وفيه الدعاء لمن أكل عندهم وشرب من غير صوم؛ لأن هذا الدعاء أعم من السابق.

وقوله: " وصلت عليكم الملائكة " أي: استغفرت لكم الملائكة، ومن تستغفر له الملائكة فقد فاز؛ لأن دعاءهم مستجاب.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٩٢ - بابٌ فِي فَضْلِ الْعَمَلِ فِي الْعَشْرِ

١٨١٢ - (١) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِماً الْبَطِينَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي عَشْرِ ذِى الْحِجَّةِ» قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» (١).

رجال السند:

سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وشُعْبَةُ، وسُلَيْمَانَ، هو الأعمش، ومُسْلِمُ الْبَطِينَ، هو ابن عمران الكوفي صدوق، وسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وهم أئمة ثقات تقدموا، وابْنُ عَبَّاس، رضي الله عنهما.

الشرح:

المراد أن ثواب العمل في هذه العشر لا ينقص عن ثواب صوم رمصان، ولا يفْضل ليالي عشر ذي الحجة إلا ليالي عشر رمضان الأخيرة؛ لأن فيها ليلة القدر والقيام،


(١) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٩٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>