للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكره والفرقة، ويثير الوحشة بين المصلين، واختلاف الوجوه ناتج عن اختلاف القلوب، لذلك كان تسوية الصفوف مثار تواضع وتآلف ومحبة في الطاعة وفي المطيع.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٢٦ باب - فَضْلِ مَنْ يَصِلُ الصَّفَّ فِي الصَّلَاة

١٣٠١ - (١) أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا شُعْبَةُ قال: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ لَا تَخْتَلِفُ قُلُوبُكُمْ». قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ، أَوِ الصُّفُوفِ الأُوَلِ» (١).

رجال السند:

أَبُو الْوَلِيدِ، هو الطيالسي، وشُعْبَةُ، هما إمامان تقدما، وطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، هو اليامي كوفي إمام ثقة ثبت، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ، هو الهمداني كوفي قليل الحديث، تابعي ثقة روى له الأربعة، والْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

انظر ما تقدم في تسوية الصفوف، وزاد «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ، أَوِ الصُّفُوفِ الأُوَلِ» وهذا يستدعي الحرص على الصلاة في الصف الأول، ولأهمية فضل الصف الأول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه» (٢)، وهذا حث على التسابق إلى الصف الأول، ولكن يجب عدم مضايقة السابقين، إذ يأت المتأخر ويتخطى الصفوف، وهذا في حد ذاته خطأ، ثم يزاحم السابقين في الصف الأول، مع عدم وجود فرجة يمكن أن يتقدم لها، عفى الله عنا وعنهم.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٢٧ - بابٌ فِي فَضْلِ الصَّفِّ الأَوَّلِ:

١٣٠٢ - (١) أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،


(١) رجاله ثقات، وأخرجه أحمد حديث (١٨٤٣٥) بشطره الأول، وابن ماجه حديث (٩٩٧) بشطره الثاني، وصححه الألباني.
(٢) البخاري حديث (٦٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>