للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفوفِ (١) مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ» (٢).

رجال السند:

هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، هو الضبعي، وشُعْبَةَ، وقَتَادَةُ، هم أئمة ثقات تقدموا، عَنْ أَنَسٍ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

تسوية الصفوف سنة في الصلاة ذات مدلول كبير، استواء الناس في القيام لله -عز وجل-، وتوحدهم في متابعة الإمام فلا فرق بين أمير ولا مأمور، ولا غني ولا فقير، ولا صغير ولا كبير، فالمصلون مصطفون لعبادة ربهم -جل جلاله-، وهم في جهاد عدوهم ابليس اللعين، بإذعانهم لله -عز وجل-، وخشوعهم في صلاتهم، وكثرة إنابتهم واستغفارهم، وهم كذلك في قتال أعداء الإسلام لذلك أحبهم الله -عز وجل-، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (٣)، فتطابق الموقفان في صفوف الصلاة، وصفوف الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، ومما يلاحظ جهل بعض الناس بطريقة الاستواء في الصلاة، فتجده ينظر إلى تراص أصابع الأقدام وهو خطأ في الاستواء، وإنما هو بتراص الأعقاب والأكعاب والأكتاف؛ لأن الأقدام لا تحقق الاستواء لاختلاف الناس في طول القدم وقصره، وكم من المصلين من يجهل هذا أصلحهم الله وغفر لنا ولهم، والاختلاف في تسوية الصفوف نقص في الصلاة، وهو منذر بخطر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم» (٤)، وفي رواية قال البراء ابن عازب -رضي الله عنه-: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» (٥)، ولا ريب أن اختلاف القلوب يورث


(١) في بعض النسخ الخطية " الصف ".
(٢) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٧٢٣) ومسلم حديث (٤٣٣) بلفظ مقارب، وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٢٤٨).
(٣) الآية (٤) من سورة الصف.
(٤) البخاري حديث (٧١٧) ومسلم حديث (٤٣٦).
(٥) أبو داود حديث (٦٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>