للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يجتهد فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يجتهد في غيرها، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمصان الأخيرة؛ لأن فيها يوم عرفة، ويوم النحر، فحري بالمسلم أن يهتم بهذه المواسم، مخلصا أعماله فيها لله وحده لا شريك له؛ ليحصد منها الثواب الجزيل.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٩٣ - بابٌ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ

١٨١٣ - (١) حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».

رجال السند:

أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وأَبُو سُهَيْلٍ، هو نافع بن مالك الأصبحي، وأَبوه، هو مالك بن أبي عامر الأصبحي، تابعي إمام ثقة، وأَبو هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

الحديث رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (١٨٩٨) ومسلم حديث (١٠٧٩) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٦٥٢). وقوله: " وَصُفِّدَتِ " قُيّدت بالأغلال، قال العلماء رحمهم الله في معنى هذا الحديث: إنه يؤل على أحد أمرين:

الأول: يحتمل أن المراد به أن الشياطين تصفد حقيقة، فتمتنع من بعض الأفعال التي لا تطيقها إلا مع الانطلاق، وليس في ذلك دليل على امتناع تصرفها جملة؛ لأن المصفّد هو المغلول اليدين إلى العنق، ولكنه يتصرف بالكلام والرأي، وكثير من السعي.

والثاني: يحتمل أن المراد أن شهر رمضان لبركته ولثواب الأعمال فيه، ومغفرة الذنوب تكون الشياطين فيه كأنها مصفّدة؛ لأن سعيها لا يؤثر وإغواءها لا يضر المسلم، ويحتمل أن يريد المردة من الشياطين يمنعون من إغوائهم المسلم، وهذه رحمة من الله -عز وجل- بالعباد فله الحمد والشكر الجزيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>