للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعَائِشَةُ، رضي الله عنها.

الشرح:

المراد بالتغليس أن تؤدى صلاة الفجر في أول وقتها، بعد تبن الفجر الصادق، وهذا معنى المحافظة على الصلاة؛ لأن من يقدم الصلاة في أول وقتها أكثر حرصا وتمكنا في المحافظة، وقد لا يسلم مؤخرها من نقص يلحقه.

أما قول عائشة رضي الله عنها: " كُنَّ نِسَاءُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّينَ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- الْفَجْرَ"، فالمراد أزواجه وبناته وما يلتحق بهن من الجواري، فقد كن يحضرن الصلاة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يمنع هذا من أن نساء المؤمنين كذلك يحضرن الصلاة معه -صلى الله عليه وسلم-، وقد صح ذلك، ثم وصفت عائشة رضي الله عنها حال خروجهن من المسجد، فقالت: " ثُمَّ يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ (١) بِمُرُوطِهِنَّ قَبْلَ أَنْ يُعْرَفْنَ "، أي: متسترات بالملاءات حتى لا يعرفن، وهذا غاية التستر، والبعد عن الأعين، وهن العفيفات الطاهرات فأين هذا من حال نساء المسلمين في هذا العصر المليء بالمتناقضات.

ما يستفاد:

* فضل الصلاة في أول وقتها، ووقت الفجر أن ينصرف منها بغليس.

* جواز خروج النساء ليلا إلى المسجد لشهود الصلاة.

* وجواز ذلك نهارا مع العفة والاحتشام.

* الحرص على الاحتشام والتستر في خروج المرأة في كل الأحوال، فإذا كان ذلك وهي ذاهبة للصلاة فمن باب الأولى في الخروج لغير صلاة.


(١) أي مشتملات، بالملاءات، وهو من الفعل تلفع: إذا اشتمل باللباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>