للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟» فَقَالُوا: لَا. فَقَالَ: «أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟». فَقَالُوا: لَا. لِنَفَرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَشْهَدُوا الصَّلَاةَ فَقَالَ: «إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً» (١).

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- وَسَمِعْتُهُ مِنْ أُبَيٍّ.

رجال السند: سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، هو الضبعي، شُعْبَةُ، وأَبو إِسْحَاقَ، هو السبيعي، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَصِيرٍ، هو العبدي كوفي وثقه العجلي وابن حبان، وأُبَيُّ بْنِ كَعْبٍ، -رضي الله عنه-. وقد سمعه من أبيه أبي بصير مرة، وأخرى من أُبي.

الشرح:

الحديث فيه عبد الله بن أبي بصير وثقه العجلي، والصلوات ثقيلة على المنافقين وأثقلها صلاتي الفجر والعشاء، فلما سأل عن أشخاص بأعيانهم بين أن ذلك للمنافقين؛ لأنهم هم المذكورون في الخبر بتأخرهم عن صلاة العشاء ويؤكد هذا ما روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: " وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه " (٢)، وفيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثم أخالف إلى رجال، فأحرق عليهم بيوتهم» (٣)؛ فهم لا يشهدون الصلاة وإن شهدوها فذلك على كره وعدم إيمان، ولذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- هم أن يؤدبهم بإتلاف الأموال على سبيل المبالغة في النكاية، وشبه عقوبتهم بعقوبة أهل الكفر الصريح في تحريق بيوتهم وتخريب ديارهم، وكفر المنافقين ليس صريحا فهم يظهرون أنهم مؤمنون، وهم في الحقيقة يبطنون الكفر، ولذلك وردت هذه المقولة فيهم، وفي هذا تنبيه للمؤمنين على الحرص على شهود الصلوات ولاسيما العشاء والفجر، وكما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: " لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة، وقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) أخرجه أحمد حديث (رقم ١٤٧٧، ٢١٣٠٩) وأبو داود حديث (٥٥٤) والنسائي حديث (٨٤٣) وحسنه الألباني عندهما، وفيه طرف من حديث أبي هريرة عند مسلم حديث (٦٥١).
(٢) انظر مسلم حديث (٦٥٤) ومسلم حديث (٦٥١).
(٣) البخاري حديث (٢٧٢٤) ومسلم حديث (٦٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>