للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بني إسرائيل " (١)، هذا في عهد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قبل (١٤٠٠) سنة، فكيف بنساء اليوم قد يخرج البعض منهن فيما هي منهية عن الخروج فيه من لباس وعدم حجاب وعطر، فتعود من صلاتها بذنوب لا تكفي صلاتها لمحوها، فقد وجد في نساء المسلمين من تتمرد على الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وولي أمرها، وقد قال الله -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٢)، ومن زعم أن النساء غير داخلات في هذا الخطاب فقد جانب الصواب، ولو أمر ولي الأمر بمعصية فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا طاعة لمخلوق في معصية الله» (٣).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٣١٦ - (٢) أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، بِإِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: التَّفِلَةُ الَّتِي لَا طِيبَ لَهَا (٤).

رجال السند:

سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، هو الضبعي إمام ثقة تقدم، ومُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، هو الليثي لا بأس به.

الشرح:

هذا من لوازم الخروج بعد الاستئذان ألا تكون متعطرة؛ لأنه من أسباب الفتنة وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية» (٥)، وهذا تحذير ومبالغة بقصد الزجر عن الطيب الظاهر ريحه، ولاسيما إذا قصدت أن يجد الرجال ريحها، وإن لم تقصد فهي آثمة لتفريطها وإظهار ريحها، وتهييجها شهوة الرجال ودفعهم إلى النظر إليها، والمزاحمة محرمة على الرجل والمرأة، ولاسيما إذا تحققت المفسدة؛ لأن المرأة مثار شهوة، وكل نظرة إلى محرم من امرأة أو رجل فقد وقع لها نصيبها من الزنا فيلحقها من العذاب قسط من الذي يستحقه الواقع في الزنا


(١) البخاري حديث (٨٦٩) ومسلم حديث (٤٤٥).
(٢) من الآية (٥٩) من سورة النساء.
(٣) أحمد حديث (١٠٩٤).
(٤) سنده حسن.
(٥) النسائي حديث (٥١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>