للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

قول سبحان ربي العظيم من تعظيم الرب -جل جلاله-، وثبت عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " (١)، وعن عائشة، رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده وركوعه: " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " (٢)، وهذا التنويع في الدعاء يدل على جواز تعظيم الرب -جل جلاله- بما شاء العبد، وله التطويل في صلاة النافلة فقد روى ابن جريج قال: قلت لعطاء: هل بلغك من قول يقال في الركوع؟ قال: لا، قلت: فكيف تقول أنت؟ قال: " إذا لم أعجل ولم يكن معي شيء يشغلني فإني أقول قولا إذا بلغته فهو ذلك، أقول: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ثلاث مرات، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ثلاثا، سبحان الله العظيم ثلاثا، سبحان الله وبحمده ثلاث مرات، سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبقت رحمة ربي غضبه ثلاث مرات "، قلت: فهل بلغك أنه كان يقول شيئا منهن في الركوع؟ قال: «لا» قلت: فما تتبع في ذلك؟ قال: «أما سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت» فأخبرني ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: افتقدت النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فجسست ثم رجعت فإذا هو راكع وساجد يقول: «سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت» قالت: قلت: بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن وإنك لفي آخر قال: أما «سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا» (٣)، فأتبع بها التي في سورة بني إسرائيل، وأما " سبحان الله العظيم، وسبحان الله وبحمده فأعظم بهما الله "، وأما " سبحان الملك القدوس" فبلغني، عن عبيد بن عمير أنه قال: " ينزل الرب تبارك وتعالى شطر الليل الآخر في السماء فيقول: «من يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟» ويقول الملك: سبحوا الملك القدوس، حتى إذا كان الفجر صعد الرب، فأتبع قول الملك: سبحان الملك القدوس، وأما سبوح قدوس سبقت رحمة ربي غضبه" (٤)، وانظر التالي.


(١) البخاري حديث (٧٩٤) ومسلم حديث (٤٨٤).
(٢) أحمد حديث (٢٥١٤٦).
(٣) الآية (١٠٨) من سورة الإسراء.
(٤) مصنف عبد الرزاق حديث (٢٨٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>