هذا من الحرص على الخير والتنافس فيه، فأصحاب الأموال بادروا بها أفعال الخير من الصدقات وغيرها إضافة إلى الاجتهاد في القيام بالفرائض، فتمنى الفقراء أن يخصهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعمل يماثل عمل الأغنياء أو يزيد عليهم، فأرشدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى التسبيح والتحميد والتكبير ويختم التمام بلا إله الا الله، دبر كل صلاة، وفي رواية:" فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»(١)؛ لأن أفعال الخير مبنية على التسابق والمسارعة في العمل الصالح، وقد يزاد في أجور الفقراء؛ لأنهم تمنوا أن تكون لهم أموال فيفعلون ما فعل الأغنياء، فالمنفق والمتمنى في الأجر سواء إذا صدق في النية، وقد كان الفقراء سببا في معرفة الأغنياء الذكر دبر كل صلاة، فحصل للفقراء أجر الذكر بر الصلوات، وأجر النية على الإنفاق فيما لو كان لهم أموال، وأجر السبب في معرف الأغنياء على قاعدة من سن سنة حسنة، فصار للفقراء ثلاثة عوامل للأجر مقابل عاملين للأغنياء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.