للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثانية: تكون في الآخرة وهي ما تقدم الكلام عليها، وقد يعجِّل الله -عز وجل- العقوبة للعبد في الدنيا، رحمة به كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة» (١)، ومن ابتلي فليحاسب نفسه مع الصبر والاحتساب، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» (٢)، على أنه قد يُجمع للعاصي بين العقوبتين: عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي، وقطيعة الرحم» (٣).

ما يستفاد:

* أن التائب من الذنب كمن لا ذنب عليه، إذا حقق شروط التوبة، وتفريعا على هذا يحرم تعييره بذب تاب منه.

* أنه يجب على التائب عدم العودة إلى الذنب الذي تاب منه.

* أن من تاب وأحسن العمل لا يؤاخذ على ذنوبه الماضية، بل تنقلب إلى حسنات، أخذا من قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (٤).


(١) الترمذي حديث ٨/ ٤١٢، رقم ٢٣١٩، وقال: حسن غريب.
(٢) الترمذي حديث ٨/ ٤١٣، رقم ٢٣٢٠، وقال: حسن غريب.
(٣) أبو داود حديث ٤٢٥٦، والترمذي ٩/ ٥١، رقم ٢٤٣٥، وقال: حسن صحيح.
(٤) الآية (٧٠) من سورة الفرقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>