للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي جالسة عند رجليه، فسأل عنها فقالت: يا أبا القاسم، هدية أهديتها لك، فأمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخذت منها فوضعت بين يديه وأصحابه حضور أو من حضر منهم، وفيهم بشر ابن البراء بن معرور البدري، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ادنوا فتعشوا» وتناول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذراع فانتهش منها، وتناول بشر بن البراء عظما آخر فانتهش منه، فلما ازدرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقمته، ازدرد بشر بن البراء ما في فيه، وأكل القوم منها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ارفعوا أيديكم، فإن هذه الذراع، وقال بعضهم: فإن كتف الشاة تخبرني أنها مسمومة» فقال بشر: والذي أكرمك، لقد وجدت ذلك من أكلتي التي أكلت حين التقمتها، فما منعني أن ألفظها إلا أني كرهت أن أبغض إليك طعامك، فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت أن لا تكون ازدردتها وفيها بغى (١)، مات بسبب ما فعلت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر بن البراء -رضي الله عنه-، فأرسل إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسألها «ما حملك على ما صنعت؟» فقالت: " إن كنت نبيا لم يضرك شيء، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك " فعفا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يعاقبها فيما يخصه، ولكنه أمر بها فقتلت قصاصا ببشر -رضي الله عنه-؛ لأنه مات بسبب السم الذي وضعته، وقال الزهري: أسلمت فتركها، قال معمر: وأما الناس فيذكرون أنه قتلها.

وبقي أثر السم يجد منه -صلى الله عليه وسلم- إلى أن قال: في مرضه: «ما زلت من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري» الأبهر: هو في الظهر، وهو أحد العروق المتصلة بالقلب، ففي الإنسان عروق رئيسة في الجسد


(١) أي: اعتداء، وانظر الطبقات الكبرى ٢/ ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>