للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

محمد بن أحمد بن أبي خلف، إمام ثقة تقدم، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ثقة مدلس تقدم، ومحمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السير والمغازي، حسن الحديث، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن

حزم، تابعي إمام ثقة، ورجل، هو صحابي من البادية.

الشرح:

فيه إشارة إلى خشونة ذلك الرجل، ولعل سبب ذلك التزاحم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله آلمه أن وطئ الرجل رجله، فجاءت النفحة فجأة من غير قصد، فأتبعها -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «بسم الله أوجعتني» أسف الرجل لما حدث منه، وبات في ليلته لائما لنفسه نادما، فلما أصبح إذا برجل يسأل عنه، فظن أنه مدعو لعقاب على ما كان منه، فتمالكه الخوف، فانطلق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا به يقول له: «إنك وطئت بنعلك على رجلي بالأمس، فأوجعتني، فنفحتك نفحة بالسوط، فهذه ثمانون نعجة فخذها بها» عجبا لهذا الكمال الخلقي، ولا عجب فإنه الرحمة المهداة، وما عُلم أنه انتقم لنفسه من أحد، إلا أن يكون انتقاما لله -عز وجل-، ولو كان فعلا شيئا لنفسه لكان ذلك لما آذه كفار قريش، حين أتاه جبريل -عليه السلام- فقال له: " يا محمد، فقال، ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ " فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا» (١)، ولكان حين قال لقريش يوم فتح مكة: «ما ترون أني صانع بكم؟، قالوا:


(١) البخاري حديث (٣٢٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>