للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المراد صلاة الجمعة يطيلها، ويقصر الخطبة، هذه هي السنة، ولكن يلزم للتقصير بلاغة من يخطب، ويجيد انتقاء الألفاظ الجامعة، مع سهولة الأسلوب، وبيان المقاصد، وهذا لا يجيده كثير من الخطباء، ولذلك يطيلون الكلام وتتشعب المحاور في الخطبة، ولا ريب أن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكمال في هذا.

وفي غير الجمعة يستحب الاعتدال في الصلاة بالناس وعدم التطويل، فقد لام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذا -رضي الله عنه- لما أطال في الصلاة بالناس وقال: «أفتان يا معاذ؟ أفتان يا معاذ؟ ألا قرأت بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها ونحوهما» (١).

قوله: «ولا يأنف، ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما حاجتهما».

لأنه نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-، للقوي والضعيف والغني والفقير والأرملة وذات الزوج وللناس كافة، قال الله -عز وجل-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٢).

ما يستفاد:

* بيان أهمية الذكر في الصلاة وخارجها.

* استحباب إطالة صلاة الجمعة، وتقصير خطبتها.

* التعفف عن لغو الكلام، وما لا مائدة فيه، فالله -عز وجل- يقول:


(١) النسائي حديث (٩٨٤).
(٢) الآية (١٠٧) من سورة الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>