للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، هِشَامٌ، هو ابن حسان، ويَحْيَى، هو ابن أبي كثير، وأَبو قِلَابَةَ، ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

فيه تعظيم أمر المسلم وأن لعنه كقتله في الإثم؛ ينافي أخوة الإيمان، وما أشنع ما يقدم عليه المنتحرون من المسلمين، ولاسيما من انتحر تسخطا، وعدم رضى بقدر الله -عز وجل-، ومن زعم أن المنتحر يزعم نكاية العدو فقد أخطأ، ولو كان جائزا لعلمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وبين فضله لهم، قال أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان لما بعثه في جيش إلى الشام: أوصيكم بتقوى الله، لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تهدموا بيعة، ولا تُعرّقوا نخلا، ولا تحرقوا زرعا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم للذي حبسوا أنفسهم له، فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستردون بلدا يغدو عليكم ويروح فيه ألوان الطعام فلا يأتيكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه (١).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٣٩٩ - (٢) حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:

«مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ، يَتَوَجَّأُ (٢) بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ (٣) فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا

أَبَداً» (٤).


(١) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٤/ ١١٦).
(٢) يضرب ويطعن بها في حسده.
(٣) يتناوله كالحساء، جرعة بعد أخرى.
(٤) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٥٧٧٨) ومسلم حديث (١٠٩) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>