للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فَأَشُكُّ.

رجال السند:

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، يَحْيَى، هو ابن أبي كثير، وعِكْرِمَةُ، هم أئمة ثقات تقدموا، وابْنُ عَبَّاس، رضي الله عنهما.

الشرح:

قال شيخنا عبد المحسن العباد بارك الله في عمره، ورزقه السلامة والعافية: المخنث من الرجال هو الذي يتشبه بالنساء؛ لأن هذا من كسبه وفعله، وأما إذا كان ليس من كسبه فهذا لا يلعن؛ لأنه غير مؤاخذ على ما جبل عليه وعلى ما طبع عليه، والإنسان إنما يلعن على فعله وعلى اختياره، ويؤاخذ على ما يحصل منه، فما كان من صفاته وليس من أفعاله فهذا لا يلعن؛ لأن تشبهه بالنساء أو اتصافه بصفات النساء هذا ليس من كسبه ولا اختياره، وإنما المحذور ما فيه كسب واختيار، واللعن يدل على أن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال من الكبائر؛ لأن الكبيرة هي ما كان له حد في الدنيا، أو توعد عليه بلعنة أو غضب أو نار أو كان فيه إحباط عمل وما إلى ذلك، هذا هو حد الكبيرة المشهور عند العلماء.

وقوله: (المترجلات) أي: اللاتي يتشبهن بالرجال في هيئتهم ولباسهم وحركاتهم، وهذا عكس تشبه الإنسان بالنساء، فالنساء كونهن يتشبهن بالرجال معناه: أنهن يحاكين الرجال ويتخلقن بأخلاق الرجال، سواء كان التشبه في الحركة أو في اللبس أو ما يدعو إلى ذلك (١)، والحديث رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٥٨٨٦).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٦٨٨ - (٢) أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ زُرْعَةَ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ (٢) - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ - قَالَ: " جَلَسَ عِنْدَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَفَخِذِي مُنْكَشِفَةٌ " فَقَالَ:


(١) شرح سنن أبي داود (٥٦٠/ ٢٨).
(٢) أراد جده جرهد، أما أبوه عبد الرحمن فليس له صحبة، فزرعة تابعي ثقة، ووالده عبد الرحمن مجهول الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>