للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً» وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا: «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعِضْهُ؟ (١) وَإِنَّ الْعِضْهَ هِيَ النَّمِيمَةُ الَّتِي تُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ» (٢).

رجال السند:

عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وجَرِيرٌ، وإِدْرِيسُ الأَوْدِيُّ، وأَبو إِسْحَاقَ، وأَبو الأَحْوَصِ، هم أئمة ثقات تقدموا، وعَبْدُ اللَّهِ، هو ابن مسعود -رضي الله عنه-.

الشرح:

قوله: «إِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ» لأنه مبني على باطل، وما بني على باطل لا يصلح مجتمعا، ولا يهدي أمة إلا إلى الضلال.

وقوله: «وَلَا يَصْلُحُ مِنَ الْكَذِبِ جِدٌّ وَلَا هَزْلٌ» لأن الكذب فساد في التفكير، والتفكير الفاسد لا يصلح في جد، ولا في هزل.

وقوله: «وَلَا يَعِدُ الرَّجُلُ ابْنَهُ ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ» لأن الطفل يكون على الفطرة، فإذا وعده وليه ولم ينجز، تلقف من ذلك الخلق الذميم، وحاد به عن الفطرة السليمة. وقوله: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ» المراد الصدق يقود صاحبه إلى عمل البر والبر اسم جامع لكل خير، فبالصدق يكون العمل الصالح خالصا من الإثم، وهذا هو الطريق إلى الجنة.

قوله: «وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ» لأن البر هو جماع أعمال الخير، فكانت ثمرة ذلك الوصل إلى الجنة.

وقوله: «وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ» الكذب جزء من أعظم الفجور فلا ينتج عنه إلا الأعمال السيئة، والسلوك القبيح.

وقوله: «وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّار» لأن الفجور جماع أعمال الشر، سواء فيما بين العبد وربه، وفيما بينه وبين الناس، وثمرة ذلك كله النار، وأصل الفجور الميل عن الصدق والانحراف إلى الكذب، ومنه قول الاعرابي في عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-:


(١) بكسر العين، وفتح المعجمة.
(٢) وفي المعجم الأوسط (٨/ ٣٢)، وأصله عند البخاري من حديث ابن مسود حديث (٦٠٩٤) ومسلم حديث (٢٦٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>