للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: «أوصيكم بتقوى الله».

بدأ الوصية بتقوى الله -عز وجل-؛ لأنها رأس كل أمر، وفيها جماع الخير والبركة

والرزق، والفكاك من شر وبلاء، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (٣) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (١).

فأي خير يتمناه المسلم في الدنيا بعد هذا، فتقوى الله -عز وجل- هي الطريق الصحيح في الدنيا ومنها إلى الجنة، والتقوى المراد أن تحرص على الحلال فيما تأتي من مطعم ومشرب، وبيع وشراء، وأن تعاشر بالحلال، وتتعامل بالمعروف، وأن تذر الحرام مما سلف ذكره، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شبه عليه من الإثم، كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه» (٢).

قوله: «والسمع والطاعة».

المراد لولاة الأمر، وهما طرفان يشد بعضهما بعضا، ولاة الأمور في السياسة الشرعية، وهم العلماء لهم بيان ما تدل عليه النصوص من الكتاب والسنة من المصالح الدينية والاجتماعية والاقتصادية، والطرف الثاني ولي الأمر في السياسة العامة، وهو رأس الهرم في الدولة له حق الطاعة كما هو للعلماء، ولذلك جمع بين السمع والطاعة تأكيداً للاعتناء بهذا المقام، ولأهمية


(١) الآيات (٢ - ٤) من سورة الطلاق.
(٢) البخاري حديث (٢٠٥١) ومسلم حديث (ذ ٥٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>