للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن سيرين، ولحل هذا أن أشعث بن عبد الملك الحمراني إمام ثقة، وهو راوية ابن سيرين، ومن أثبت الناس فيه، وكان حفص إذا حدث عنه أطلقه، ولم ينسبه، وإذا حدث عن غيره نسب فيقول: أشعث الداني، أو أشعث بن سوار، وابْنُ سِيرِينَ، هو محمد، مولى أنس -رضي الله عنه-، من كبار التابعين، أدرك جملة من الصحابة -رضي الله عنهم-، إمام فقيه ثقة.

قوله: «أَنَّهُ كَانَ لَا يَقُولُ بِرَأْيِهِ إِلاَّ شَيْئاً سَمِعَهُ».

المراد أنه يعتمد على الكتاب والسنة، وما سمع من الصحابة -رضي الله عنهم-، عين الصواب والعقل والورع، رحمه الله رحمة واسعة.

ما يستفاد:

* أن العاقل من الناس من يبتعد عن التبعات، ويولى قارها من تولى حارها.

* أن النجاة في الاعتماد على النص من الكتاب والسنة، أو من أقوال الصحابة -رضي الله عنهم-.

* أن القول بالرأي غير مأمون العاقبة.

* أن الورع من صفات الأخيار من العلماء.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٠٧ - (٥) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَثَّامٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ بِرَأْيِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ " (١).

رجال السند:

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيد، هو الأشج تقدم، وعَثَّامٌ، هو ابن علي العامري، من رجال البخاري إمام ثقة، والأَعْمَشُ، هو سليمان بن مهران، إمام ثقة تقدم.


(١) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٥٢/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>