للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

أَبُو النُّعْمَانِ، هو محمد بن الفضل، وأَبُو عَوَانَةَ، هو الوضاح، وقَتَادَةُ، هم أئمة ثقات تقدموا، وأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وأَبو مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، رضي الله عنهما.

الشرح:

قوله: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ».

المراد أنه نقي الظاهر والباطن، فشبهه بطعم الأترجة، ممن يسمع تلاوته يجد أثرا طيبا، وتلذذا، فشبهه بريح الأترجة الطيب.

وقوله: «وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا حُلْوٌ وَلَيْسَ لَهَا رِيحٌ».

المراد المؤمن الصالح الذي لم يتعلم فهو طيب في نفسه، ولا يجد منه الآخرون ما يجدون من قارء القرآن، فشبهه بالتمرة طيبة في ذاتها، ولا يشم ريحها.

وقوله: «وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ».

المراد أن من يبطن الكفر قد يكون قارئا فيقرأ القرآن عن غير اعتقاد، بل لأرب دنيوي، فيتظاهر بالإيمان ويبطن الكفر، فشبه ما يسمع منه بشجيرة الريحان يشم ريها، وطعمها مر خبيث لا يستساغ.

وقوله: «وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ».

المراد أن المنافق الذي لم يتعلم القراءة، فهو خبيث الظاهر والباطن، فشبهه بالحنظلة ليس لها ريح طيب، وطعمها مر، وهي المذكورة في قول الله -عز وجل-: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} (١)، وانظر السابق واللاحق.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣٤١٩ - (٣) أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ، مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ الإِيمَانَ، مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ الآسَةِ


(١) الآية (٢٦) من سورة إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>