للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما في ذلك من النفع العام، وإحياء الليل قاصر أجره على المحيي.

قوله: «وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: إِنِّي لأُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَثُلُثٌ أَنَامُ، وَثُلُثٌ أَقُومُ، وَثُلُثٌ أَتَذَكَّرُ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-». هو موصول بالسند السابق، وأسنده الدارقطني رحمه الله عن أبي هريرة بلفظ " لأن أجلس ساعة فأفقه أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الغداة " (١)، وهذا منهج أبي هريرة -رضي الله عنه-، وحبذا العمل لمن أعانه الله ووفقه.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٧٤ - (١٤) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " مَنِ ابْتَغَى شَيْئاً مِنَ الْعِلْمِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ آتَاهُ اللَّهُ مِنْهُ مَا يَكْفِيهِ" (٢).

رجال السند:

الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، هو العبدي أبو علي المؤدب، إمام لابأس به، وجَرِيرٌ، هو ابن عبد الحميد إمام ثقة تقدم، الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، هو الفقيمي أخو

الفضيل، إمام ثقة، وإِبْرَاهِيمُ، هو النخعي إمام ثقة تقدم.

الشرح:

قوله: «مَنِ ابْتَغَى شَيْئاً مِنَ الْعِلْمِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ آتَاهُ اللَّهُ مِنْهُ مَا يَكْفِيهِ». المراد من طلب العلم بإخلاص حقق الله -عز وجل- له من العلم بقدر اهتمامه ورغبته، ولذلك تفاوتت درجات الناس في تحصيل العلم، وتراهم يتفاوتون في الأعمال، وقد عاصرت نخبة من العلماء في الجامعة الإسلامية كان منهم


(١) الدارقطني حديث (٣٠٨٥).
(٢) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (١٧٩/ ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>