للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تقدم برقم ٢٥٤، نحو هذا، ثم بين فضل العالم المتفقه في دين الله -عز وجل- على المشتغل بالعبادة س وى العلم كفضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أدنا رجل من المسلمين، بل ورد " كفضلي على أمتي " وهذا يبين أهمية العلم وأيد هذا بقول الله -عز وجل-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (١)، لأنهم اعتبروا بما عرفوا من الدلائل على الخالق -جل جلاله-، وعلموا قيام الحجة بها، فحصّلوا الخشية من الله -عز وجل-؛ لأن خشية من يعلم ذلك ويؤمن به أعظم من خشية من لا يعلم.

قوله: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ سَمَاوَاتِهِ».

الصلاة من الله -عز وجل- البركة والرحمة والمغفرة، ومن الملائكة الدعاء، والمراد عموم أهل السماء.

قوله: «وَأَرَضِيهِ وَالنُّونَ فِي الْبَحْرِ، يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ

الْخَيْرَ». المراد عموم من في الأرض، وهذا إكرام للعالم بما أنزل الله -عز وجل-، والمراد بالنون الحوت ذكر المفرد وأراد به الجنس، وقد وردت التسميتان في القرآن الكريم في قصة يونس -عليه السلام- فقال -عز وجل-: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} (٢)، أي: صاحب النون وهو الحوت، وقال -عز وجل-: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} (٣)، وقد ورد ذكر سوى الحوت النملة في جحرها رواه الترمذي (٤).


(١) من الآية (٢٨) من سورة فاطر.
(٢) من الآية (٨٧) من سورة الأنبياء.
(٣) الآية (١٤٢) من سورة الصافات.
(٤) حديث (٢٦٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>