للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

قوله: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرِمَ دِينَهُ فَلَا يَدْخُلْ عَلَى السُّلْطَانِ».

المراد السلطان الجائر المعروف بالظلم والطغيان؛ لأن في الدخول عليه وحضور مجلسه تزكية له، إلا لمن كان ناصحا أمينا، أما من عرف الصلاح والعدل فالدخول عليه وحضور مجلسه فيه خير؛ لأنه يغلق الباب على الفساق ومن لا يرجى منهم خير، وقد كان الصحابة يدخلون على الخلفاء الراشدين، لمشورة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، كذلك من بعدهم من الخلفاء والملوك والأمراء، لا مانع من دخول العالم الناصح الأمين. قوله: «وَلَا يَخْلُوَنَّ بِالنِّسْوَانِ».

لأن الخلوة بغير ذات المحرم حرام قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم»، فقام رجل فقال: يا رسول الله، اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة، قال: «اذهب فحج مع امرأتك» (١)، ولأن ذلك من الشبهات وخطورة الخلوة بالمرأة الأجنبية وذلك فرصة للشيطان لإثارة ما بين الرجل والمرأة من الميل إلى ما حرم الله -عز وجل-، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (٢)، ولذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يرخص للرجل المكتتب في الخروج للجهاد في سبيل الله -عز وجل- لما أخبر أن امرأته ستحج، وأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يترك ما عزم عليه من الخروج ويحج مع امرأته، ومن هنا أخذ بعض العلماء رحمهم الله أن


(١) البخاري حديث (٣٠٠٦) ومسلم حديث (١٣٤١).
(٢) البخاري حديث (٥٠٩٦) ومسلم حديث (٢٧٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>