للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: «فَهُمْ عَلَى تَأْسِيسِ الضَّلَالَةِ».

وهذا موطن الريبة؛ لأنهم لو كانوا يتناجون في خير ونفع للأمة لما انخنسوا وتناجوا سرا، ولأعلنوا ذلك، ومثال هذا في هذا الزمان، الأحزاب التي تتصارع على الحكم، وقد سمعت أن دولة عربية في ما يزيد على (١٥٠) حزبا رسميا، فرقتهم الأهواء، والاتجاهات الفكرية والسياسية.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣١٧ - (٢) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ لأَوْلِيَائِهِ: " مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَأْتُونَ بَنِى آدَمَ؟، فَقَالُوا: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: فَهَلْ تَأْتُونَهُمْ مِنْ قِبَلِ الاِسْتِغْفَارِ؟، فَقَالُوا: هَيْهَاتَ ذَاكَ شَيْءٌ قُرِنَ بِالتَّوْحِيدِ، قَالَ: لأَبُثَّنَّ فِيهِمْ شَيْئاً لَا يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ مِنْهُ، قَالَ: فَبَثَّ فِيهِمُ الأَهْوَاءَ " (١).

رجال السند:

إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، هو البناني أبو إسحاق، ثقة إلا عن ابن المبارك فقد روى عنه غرائب، وابْنُ الْمُبَارَكِ، هو عبد الله إمام ثقة من شيوخ الإسلام تقدم، والأَوْزَاعِيُّ إمام ثقة تقدم.

الشرح:

قوله: «قَالَ إِبْلِيسُ لأَوْلِيَائِهِ: " مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَأْتُونَ بَنِى آدَمَ؟، فَقَالُوا: مِنْ

كُلِّ شَيْءٍ».


(١) سنده حسن إلى الأوزاعي، وانظر: القطوف رقم (٢٠٧/ ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>