للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ أَحَبَّ» تحذير العوام من مجالسة أهل الأهواء حتى لا يصيبهم ما هم فيه من الضلال، ولعل المراد بقوله: «وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ» من كان قادرا على دفع شبهاتهم، ورد باطلهم، وقد ناظر ابن عباس رضي الله عنهما الخوارج بأمر علي -رضي الله عنه- فرجع نحو نصفهم، ثم قاتل من بقي وغلبهم.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣٢٢ - (٧) أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ (١) الرَّأْيُ الْحَسَنُ " (٢).

رجال السند:

الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، هو أبو همام الكوفي، من رجال مسلم في الصحيح، لابأس به حفظ حديثا كثيرا، وبَقِيَّةُ، هو ابن الوليد التميمي، مدلس معروف بالراية عن الضعفاء والمجاهيل، تقبل روايته بشرط أن يصرح بالسماع، فهو ثقة إذا حدث عن الثقات، وقال حدثنا أو أخبرنا، والأَوْزَاعِيُّ، والزُّهْرِيُّ، إمامان ثقتان تقدما.

الشرح:

قوله: «نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الرَّأْيُ الْحَسَنُ».

وصف الرأي الحسن بأنه وزير العلم إشادة وتعظيما، والمراد بالرأي الحسن المستند إلى الكتاب والسنة، المنبثق منهما، الموافق لمنهجهما، وما خالف


(١) كتبت لحقا في (ت).
(٢) سنده حسن، ولا يضر تدليس بقية هنا، وانظر: القطوف رقم (٢١٢/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>