للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ (١) تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ " (٢).

رجال السند:

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، هو ابن أبي خلف إمام ثقة تقدم، وسُفْيَانُ، هو ابن عيينة إمام ثقة تقدم، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، هو المكي مختلف في توثيقه، ولابأس به روى له الشيخان، وطَاوُسٍ، تقدم آنفا، وبَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ، هو حميري مخضرم ثقة، روى له الستة عدا مسلم ففي المقدمة، وابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمًا.

الشرح:

سبب مقولة بشير أن ابن عباس شدد عليه في طلب إعادة ما حدث به، قال له ابن عباس: عد لحديث كذا وكذا، فعاد له، ثم حدثه، فقال له: عد لحديث كذا وكذا، فعاد له (٣)، وعن مجاهد، قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس، فجعل يحدث، ويقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه، ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس، مالي لا أراك تسمع لحديثي، أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تسمع، فقال ابن عباس: " إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب، والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف " (٤).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٤٠ - (١٤) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: " كُنَّا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ والخبر يُحْفَظُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى رَكِبْتُمُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ" (٥).


(١) أي شدائد الأمور وسهولها، والمراد ترك المبالاة بالأشياء، وعدم الاحتراز في القول والعمل (النهاية ٣/ ٢٩).
(٢) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٣٢٦/ ٤٣٤).
(٣) انظر مقدمة مسلم ١/ ١٢.
(٤) انظر مقدمة مسلم ١/ ١٣.
(٥) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٣٢٧/ ٤٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>