للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، هو المروزي، إمام ثقة تقدم، ومُعْتَمِرٌ، هو ابن سلمان، وأَبوه، تقدما آنفا، وابْنُ عَبَّاسٍ رضِيَ الله عَنْهُمَا.

الشرح:

المراد الموازنة بين القولين، فقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يعارض بقول أحد من الناس كائنا من كان، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: " يوشك أن تنْزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟ ".

وقال الإمام أحمد رحمه الله: " عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، ويذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٤٥ - (٣) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا الْمُعَافي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ لَا رَأْيَ لأَحَدٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا رَأْيُ الأَئِمَّةِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ كِتَابٌ وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَا رَأْيَ لأَحَدٍ فِي سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " (٢).

رجال السند: الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، هو البجلي صدوق تقدم، والْمُعَافى، هو ابن عمران الأزدي، أبو مسعود الفهمي الدوسي الزهراني، إمام ثقة فيه قدوة، والأَوْزَاعِيُّ، هو عبدالرحمن بن عمرو إمام ثقة تقدم، وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، هو الخليفة إمام عادل،

رحمه الله.

الشرح:

المراد الاجتهاد، لا يجوز مع النص من كتاب الله -عز وجل-، أو من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يكون فيما لا نص فيه من الكتاب أو من السنة أو منهما.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:


(١) من الآية (٦٣) من سورة النور.
(٢) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٣٣٢/ ٤٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>