للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَضَلَالَةٌ (١)، وَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا وَأَشْبَاهُ هَذَا، إِنَّهُمْ كَتَبُوهَا فَاسْتَلَذَّتْهَا أَلْسِنَتُهُمْ، وَأُشْرِبَتْهَا قُلُوبُهُمْ، فَأَعْزِمُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ يَعْلَمُ بِمَكَانِ كِتَابٍ إِلاَّ دَلَّ عَلَيْهِ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ.

قَالَ شُعْبَةُ فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ - قَالَ: أَحْسَبُهُ أَقْسَمَ - لَوْ أَنَّهَا ذُكِرَتْ لَهُ بِدَارِ الْهِنْدِ -أُرَاهُ يَعْنِى مَكَاناً بِالْكُوفَةِ بَعِيداً - إِلاَّ أَتَيْتُهُ وَلَوْ مَشْياً ".

رجال السند:

سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، وشُعْبَةُ، هما إمامان ثقتان تقدما، والأَشْعَثُ، هو ابن أبي الشعثاء سليم المحاربي، إمام ثقة غير مكثر روى له الستة، وأَبوه، سليم ابن أسود أبو الشعثاء المحاربي، فقيه من أصحاب ابن مسعود، إمام ثقة لا يسأل عن مثله.

الشرح:

قوله: " بِدَارِ الْهِنْدِ " المراد: دير هند الكبرى بالحيرة. (معجم البلدان ٢/ ٥٤٢).

وتقدم عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، والتابعين رحمهم الله المنع من كتابة الحديث خوفا من الاشتباه بالقرآن، فمن الأولى المنع من كتابة غير الحديث خوفا من دخول شيء من الكتب السابقة وقد نسخت بالقرآن والسنة، ومما يكتب نشرا للبدع ولذلك أنكر أبو الشعثاء أشد الإنكار، وطالب بمحاربة ذلك، وتعقبه في أي مصر كان، ليبقى الكتاب والسنة نقيان من الدخل، والعمل بهما قائما على الصراط، والخبر سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٣٧٢/ ٤٨٨).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٩٤ - (٣٢) أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو - عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه-: " أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كِتَاباً فَتَبِعُوهُ، وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ " (٢).


(١) ذاك من أجل حماية القرآن، بالحفظ واللفظ والكتابة، ولأن السنة كملت ولا مزيد عليها، فالتمام والكمال فيما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رخص العلماء في كتابة العلم، ومن طلب غير ذلك فإنما هو عابث.
(٢) ت. ورجاله ثقات، وانظر: القطوف رقم (٣٧٣/ ٤٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>