للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (١)، ولا نطيل فهذا أصل في الرحلة لطلب العلم، وقبل هذا كتاب الله، قال الله -عز وجل-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (٢)، وعلى الرغم من تقسيم دولة الإسلام إلى دويلات فلا زالت الرحلة في طلب العلم الشرعي وغيره مستمرة إلى يومنا هذا في سماع الحديث وأخذا إجازات العلماء فيه، وكذلك إجازات القراءات، وفي العلوم المعاصرة يرحل أبناء المسلمين إلى أمريكا وبلاد الغرب وهو ما يعرف بالبعثات الدراسية، فمن أحسن القول والعمل وتعلم ما ينفعه ويعلي شأنه أمته، وأقام فرائض الله فلا ريب أنه ممن سلك طريقا يلتمس فيه علما، ويكون له من الأثر المحمود ما نرجو أن يجزيه الله به خير الجزاء.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٧٩ - (٢) أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ ابْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: " إِنْ كُنْتُ لأَرْكَبُ إِلَى الْمِصْرِ مِنَ الأَمْصَارِ فِي الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ لأَسْمَعَهُ " (٣).

رجال السند:

الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، هو القلانسي، ثقة إمام تقدم، والْوَلِيدُ، هو ابن مسلم القرشي، كثير تدليس التسوية، ثقة إذا سلم من ذلك، وابْنُ جَابِرٍ، هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة، الشامي الداراني، ثقة، وبُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، هو الحضرمي شامي تابعي، إمام ثقة روى له الستة.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٨٠ - (٣) أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَنْبَأَ أَبُو قَطَنٍ: عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: " كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ نَرْضَ


(١) أبو داود حديث (٣٦٤١).
(٢) الآية (١٢٢) من سورة التوبة.
(٣) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٤٤٤ م ٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>