للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعَبْدِ الأَعْلَى، هو التَّيْمِيُّ، من أفراد الدارمي، سكت عنه الإمامان، ووثقه ابن حبان فلابأس. عَنِ والْحَسَنُ، هو الإمام البصري.

الشرح:

هذا من صيانة العلم أن يبتذل في شيء من حطام الدنيا، وهي سيرة الأخيار من العلماء، الزهد في الدنيا، وعدم التطلع للعطايا والهبات، وعدم الرضا بالمجاملات المزرية بالعالم، وما أجمل قول أبي الحسن الجرجاني رحمه الله:

يقولون لي فيك انقباض وإنما … رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما

أرى الناس من داناهم هان عندهم … ومن أكرمته عزة النفس أكرما

ولم أقض حق العلم أن كان كلما … بدا طمع صيرته لي سلما

وما كل برق لاح لي يستفزني … ولا كل من في الأرض أرضاه منعما

إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى … ولكن نفسي الحر تحتمل الظما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي … لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة … إذا فاتباع الجهل قد كان أسلما

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم … ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهان ودنسوا … محياه بالأطماع حتى تجهما

وكفى بها موعظة وصيانة للعلم وحامله.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٨٩ - (٢) أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ حُسَامٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: "أَنَّهُ كَانَ لَا يَشْتَرِي مِمَّنْ يَعْرِفُهُ " (١).

رجال السند:

الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، هو أبو سهل البغدادي نزيل أنطاكية، إمام ثقة حافظ، وحُسَامٌ، هو ابن مصك الأزدي، أبو سهل البصري، من أفراد الدارمي، قال العجلي: ثقة صاحب سنة، وأَبو مَعْشَرٍ، هو زياد بن كليب التيمي الحنضلي، ثقة كان قليل الحديث،


(١) فيه حسام بن مصك الأزدي، ضعيف يكاد يترك.

<<  <  ج: ص:  >  >>