للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

أَبُو مَعْمَرٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وصَالِحُ بْنُ عُمَرَ، هو واسطي نزل حلوان، ثقة روى له مسلم، وعَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، هو كوفي كان مرجئا، روى له الجماعة سوى البخاري، أثنى عليه أبو داود، أَبِوه، هو كليب ابن شهاب الجرمي، كوفي ثقة روى له الأربعة، وأَبو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-.

الشرح:

في الحديث تحذير من الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان أبو هريرة إذا حدث قال هذا؛ لأن جمعا من الصحابة -رضي الله عنهم- أنكروا عليه كثرة روايته الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما لم يسمعه غيره، فكأنه -رضي الله عنه- تمسك برواية هذا الحديث ليرد على من زعم أنه يكثر الحديث، وفيه إشارة إلى التكذيب، ومن ذلك ما قال علقمة: " كنا جلوسا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت: أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة ربطتها إلخ؟ فقال: سمعته منه فقالت: هل تدري ما كانت المرأة إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وإن المؤمن أكرم على الله أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث" (١)، والظاهر أن أم المؤمنين رضي الله عنها، وغيرها أكثروا الملاحظات على أبي هريرة -رضي الله عنه-، فكان إذا مر بالسوق قال: " أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو هريرة، أيها الناس، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».

فدعوا أبا هريرة يتبوأ مقعده من النار إن هو كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢). وقد توجس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من كثرة الحديث خوفا من الغلط فيه، ولذلك هدد أبا هريرة وقال: لتتركن الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو: لألحقنك بأرض دوس (٣)، فأراد أن يختبر حفظ أبي هريرة فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: بلغ عمر حديثي فأرسل إليّ فقال: " كنت معنا يوم كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت فلان؟ " قلت: نعم، وقد علمت لِمَ تسألني عن ذلك؟،


(١) فيض القدير ٣/ ٥٢٣.
(٢) الكامل في ضعفاء الرجال ١/ ٩٦.
(٣) البداية والنهاية ٨/ ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>