للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وابْنِ عَقِيلٍ، وسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، هم أئمة ثقات تقدموا أنظر رقم ٣٦ - (٦) وأَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-.

الشرح:

هذه بشارة للمصلين بكون الوضوء مكفر لذنوبهم، ويزيد في حسناتهم، يؤيد هذا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض، ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه، وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه، إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين، إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه» (١).

قوله: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ» من المكروهات شدة البرد يؤيد هذا قوله: -صلى الله عليه وسلم-: «وإسباغ الوضوء في السبرات» والسبرات جمع مفرده سبرة، وهي وقت شدة البرد مع نزل المطر، أو بدون مطر، وهي تسمية حية إلى اليوم في جنوب المملكة، فإسباغ الوضوء فيه مشقة وقد لمسنا هذا في شبابنا.

قوله: «وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ» بينه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ونقل الأقدام إلى الجماعات» ويجمع هذا حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: «وأما الكفارات فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات» (٢)، وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: " وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه


(١) مسلم حديث (٨٣٢).
(٢) الجامع الصحيح للسنن والمسانيد ٦/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>