للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله -عز وجل- عند إطلاق الجارح فقال -عز وجل-: {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} هذا أصل إباحة الأكل مما أمسكن؛ لأن ما لا يذكر اسم الله عليه لا يؤكل قال الله -عز وجل-: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} (١).

والمصلحة الثانية في اقتناء كلب لحراسة الماشية وحمايتها، كحماية الغنم من الذئب مثلا، ومن السارقين، ويدرّب لأغراض تتعلق بها خارج المراح، وغير ذلك.

والمصلحة الثالثة ليدرب للحراسة العامة كحراسة الزرع وغيره مما تلزم حراسته، وما عدا ذلك فلا، فمن اقتنى كلبا لغير ما ذكر فإنه آثم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا، ولا ضرعا، نقص كل يوم من عمله قيراط» (٢)،

وذكر الماشية في رواية أخرى (٣).

نجاسة الكلاب:

أخذ العلماء من قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب» (٤)، وهو حديث الباب، أخذوا دلالةً على نجاسة الكلب؛ لأنه إذا كان لعابه نجسا، وهو عرق فمه ففمه نجس، ويستلزم نجاسة سائر بدنه، وذلك لأن لعابه جزء من فمه، وفمه أشرف ما فيه، فبقية بدنه أولى بالنجاسة، وقد ذهب إلى هذا الجمهور، وقال عكرمة ومالك في رواية عنه: إنه طاهر، ودليلهم قول الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (٥)، ولا يخلو الصيد من التلوث بريق الكلاب، ولم نؤمر بالغسل، وأجيب عن ذلك بأن إباحة الأكل مما أمسكن لا تنافي وجوب تطهير ما تنجس من الصيد،


(١) من الآية (١٢١) من سورة الأنعام.
(٢) البخاري حديث (٣١٤٦).
(٣) البخاري حديث (٥١٦٣).
(٤) مسلم حديث (٤٢٢).
(٥) من الآية (٤) من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>