للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ما قد صَلَّى» (١) وقال: «يا أهلَ القُرآن، أوتِرُوا … » (٢).

وأما صلاةُ الاستسقاء؛ فإنه لم يَرِدِ الأمرُ بها، ولكنها ثَبتتْ مِنْ فِعْل الرَّسولِ ، ولم يكن يقتصرُ في الاستسقاء على الصَّلاة، فقد كان يستسقي بالدُّعاء في خُطبةِ الجُمُعةِ وفي غيرها.

والاستسقاء هو: أَنَّ النَّاسَ إذا أجدبتِ الأرضُ، وقَحِطَ المطرُ، وتضرَّروا بذلك؛ خرجوا إلى مُصَلَّى العيدِ؛ فصَلُّوا كصلاة العيدِ، ثم دعوا الله ﷿. وستأتي مفصَّلة في بابٍ مستقلٍّ إن شاء الله.

ثُمَّ تَراوِيْح، ثُمَّ وِترٌ .........

قوله: «ثم تراويح، ثم وتر» أي: أَنَّ التراويحَ تلي الاستسقاءَ في الآكدية، فهي في المرتبة الثالثة، فقدَّمَ التراويحَ على الوِتر بناءً على أنَّ مَنَاطَ الأفضليَّة هو الجماعة، والتراويحُ تُشرعُ لها الجماعةُ بفعل الرَّسولِ ، فإنه صَلَّى بالناس في رمضان ثلاث ليال، ثم تخلَّفَ في الثالثة أو في الرابعة، وقال: «إِنِّي خَشيتُ أَن تُفْرَضَ عليكم» (٣) فبقيت الأُمَّةُ الإسلاميةُ لا تُقَام


(١) أخرجه البخاري، كتاب الوتر، باب ما جاء في الوتر (٩٩٠)؛ ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى» (٧٤٩) (١٤٥).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (١/ ١١٠)؛ وأبو داود، كتاب الصلاة، باب استحباب الوتر (١٤١٦)؛ والترمذي، أبواب الصلاة، باب ما جاء أن الوتر ليس بحتم (٤٥٣)؛ والنسائي، كتاب قيام الليل، باب الأمر بالوتر (١٦٧٦)؛ وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسُّنة فيها، باب ما جاء في الوتر (١١٦٩) وقال الترمذي: «حديث حسن».
(٣) أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب تحريض النبي على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب (١١٢٩)؛ ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان (٧٦١) (١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>