للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن قد يختار الإنسان الثيب لأسباب، مثل ما فعل جابر بن عبد الله فإنه اختار الثيب؛ لأن والده عبد الله بن حرام استشهد في أحد، وخلف بناتاً يحتجن إلى من يقوم عليهن، فلو تزوج بكراً لم تقم بخدمتهن ومؤنتهن، فاختار ثيباً لتقوم على أخواته، ولهذا لما أخبر النبي بذلك أقره النبي ، فإذا اختار الإنسان ثيباً لأغراض أخرى فإنها تكون أفضل، وفي هذا دليل على اعتبار الأمور، وأن التفضيل يرجع إلى هذه الاعتبارات، كما سبق ذكره.

وَلُودٍ، .......

قوله: «ولود»، أي: كثيرة الولادة، وهذا ظاهره يتناقض مع قوله: «بكر»؛ لأن البكر ما ولدت حتى نعلم أنها ولود أم لا، ولكن لا تناقض، ويمكن معرفة هذا بمعرفة قريباتها، فإذا كانت من نساء عرفن بكثرة الولادة فالغالب أنها تكون مثلهن، فيختار المرأة التي عرفت قريباتها بكثرة الولادة؛ لأن النبي أمر بذلك فقال: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة» (١)؛ ولأن كثرة الأمة عِزٌّ لها، وإياك وقول الماديين الذين يقولون: إن كثرة الأمة يوجب الفقر، والبطالة، والعطالة، بل والكثرة


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٥٨)؛ وابن حبان (٤٠٢٨)؛ والطبراني في الأوسط (٥٠٩٩) عن أنس انظر: خلاصة البدر المنير (١٩٠٨)؛ والإرواء (١٧٨٤).
وأخرجه أبو داود في النكاح/ باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء (٢٠٥٠)؛ والنسائي في النكاح/ باب كراهية تزويج العقيم (٦/ ٦٥) عن معقل بن يسار بلفظ «الأمم» بدل «الأنبياء»، وصححه الحاكم (٢/ ١٦٢) ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>