قوله:«فتصرفه لازم كالصحيح»، أي: من كان مصاباً بهذا المرض فتصرفه لازم كالصحيح، أي: كمن ليس به مرض.
مثال ذلك: رجل أصابه وجع في ضرسه فأوقف جميع ماله، فالتصرف صحيح، ولو وهب جميع ماله فالتصرف صحيح؛ لأن المرض غير مخوف فهو كالصحيح، لقول النبي ﷺ:«خير الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر»(١)، الشاهد في قوله:«تأمل البقاء»، والإنسان في هذه الأمراض اليسيرة يأمل البقاء.
وقوله:«فتصرفه لازم»، قد يشكل على بعض الطلبة كيف جاءت الفاء في الخبر؟ فنقول في إزالة هذا الإشكال: أن «مَنْ» التي هي المبتدأ اسم موصول، والاسم الموصول يشبه اسم الشرط في العموم، فلذلك وقعت الفاء في خبره؛ لأن قوله:«فتصرفه لازم» هذه الجملة خبر المبتدأ، ومنه المثال المشهور:
(١) أخرجه البخاري في الزكاة/ باب فضل صدقة الشحيح الصحيح (١٤١٩)؛ ومسلم في الزكاة/ باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الشحيح (١٠٣٢) عن أبي هريرة ﵁، وعن البخاري «تأمل الغنى» بدل «تأمل البقاء».