للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرق بين المسألتين ظاهر: لأنه في المسألة الأولى بطلت الجمعتان جميعاً، كل واحدة أبطلت الأخرى فلم تصح واحدة منهما، فيجب إعادة الجمعة إن استطاعوا، وإلا صلوا ظهراً، وفي المسألة الثانية إحداهما صحيحة وهي التي سبقت لكنها مجهولة، والجمعة لا تعاد مرتين، فحينئذٍ لا تعاد الصلاة، ولو اجتمعوا في مسجد واحد، فيجب على الجميع إعادة الصلاة ظهراً.

وَأَقَلُّ السُّنَّةِ بَعْدَ الجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ، وَأَكْثَرُهَا سِتٌّ، ..........

قوله: «وأقل السنّة بعد الجمعة ركعتان، وأكثرها ست»، شرع المؤلف في بيان السنن التوابع للجمعة، فأقلها ركعتان؛ لأن النبي «كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته» (١)، ثبت ذلك عنه في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر .

وأكثرها ست؛ لأنه ورد عن عبد الله بن عمر بإسناد صححه العراقي (٢) أن النبي كان يصلي بعد الجمعة ستاً، فقد كان ابن عمر «إذا صلى في مكة تقدم بعد صلاة الجمعة فصلى ركعتين، ثم صلى أربعاً، وفي المدينة يصلي ركعتين في بيته، ويقول: إن الرسول كان يفعله» (٣).

أما الأربع فلأن النبي أمر بذلك فقال: «إذا صلّى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً» (٤).

فصارت السنة بعد الجمعة، إما ركعتين، أو أربعاً، أو ستاً،


(١) أخرجه البخاري (٩٣٧)؛ ومسلم (٨٨٢).
(٢) «نيل الأوطار» (٣/ ٢٨٠).
(٣) أخرجه أبو داود (١١٣٠)؛ والبيهقي (٣/ ٢٤٠، ٢٤١).
(٤) أخرجه مسلم (٨٨١) عن أبي هريرة .

<<  <  ج: ص:  >  >>