للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلا بالاستنثار بعد الاستنشاق؛ حتى يزول ما في الأنف من أذىً.

وهل يبالغ في المضمضة والاستنشاق؟

قال العلماء: يبالغُ إِلا أن يكونَ صائماً لقوله ﷺ للقيط بن صَبِرَة: « … وبالغْ في الاستنشاق إِلا أن تكونَ صائماً» (١).

وكذلك لا يبالغُ في الاستنشاق إِذا كانت له جيوب أنفيَّة زوائد؛ لأنَّه مع المبالغة ربما يستقرُّ الماء في هذه الزوائد ثم يتعفَّن، ويصبح له رائحة كريهة ويصابُ بمرض، أو ضرر في ذلك، فهذا يقال له: يكفي أن تستنشق حتى يكونَ الماء داخل المنخرين.

ويَغْسلَ وجْهَهُ مِنْ منابتِ شَعْر الرأس .......................

قوله: «ويغسلَ وجهه»، الوجه ما تحصُلُ به المواجهةُ، وهو أشرف أجزاء البدن.

قوله: «من منابت شعر الرأس»، المرادُ: مكان نبات الشَّعر المعتاد بخلاف الأفْرَع، والأنْزَع.

فالأفرع: الذي له شعرٌ نازل على الجبهة.

والأنزع: الذي انحسر شعرُ رأسه. قال الشاعر يوصي زوجته:

ولا تَنْكِحي إِنْ فرَّقَ الدَّهرُ بيننا أغَمَّ القفا والوَجْهِ، ليس بأنْزَعا (٢)

وقوله: «من مناب شعر الرَّأس»، هكذا حدَّه المؤلِّفُ ﵀، وقال بعضُ العلماء: من منحنى الجبهة من الرَّأس؛


(١) تقدم تخريجه، ص (١٤٩).
(٢) البيت لهُدبة بن خشرم، انظر: «لسان العرب» مادة (نزع) (٨/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>