للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ *﴾ [الحديد].

والسنة مستفيضة كثيرة في الحث على الصدقة، ومنها قوله : «إنه ما من رجل يتصدق من كسب طيب إلا أخذها الله تعالى بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل» (١)، ويقول : «كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة» (٢)، ويقول: «الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار» (٣)، ويقول: «إنها تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء» (٤).

والدليل النظري: أن في الصدقة دفع حاجة الفقراء، والتخلق بأخلاق الفضلاء الكرماء، وأنها من أسباب انشراح الصدر، وجرِّبْ تَجِدْ، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد عشر فوائد لها، فمن أرادها فليرجع إليها.

ولكن تتأكد في زمان، ومكان، وفي أحوال؛ ولهذا قال المؤلف مبيناً ذلك:

وَفِي رَمَضان وأوقاتِ الحاجاتِ أفضلُ .......

«وفي رمضان، وأوقات الحاجات أفضل» فشهر رمضان من الزمان الذي تتأكد فيه الصدقة، والدليل أن النبي : «كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان» (٥) وهذا يدل على أنه


(١) أخرجه البخاري في الزكاة/ باب الصدقة من كسب طيب … (١٤١٠)؛ ومسلم في الزكاة/ باب قبول الصدقة … (١٠١٤) عن أبي هريرة .
(٢) سبق تخريجه ص (١٠).
(٣) سبق تخريجه ص (١٢).
(٤) سبق تخريجه ص (١١).
(٥) أخرجه البخاري في بدء الوحي/ باب كيف كان بدء الوحي … (٦)؛ ومسلم في الفضائل/ باب جوده (٢٣٠٨) عن ابن عباس .

<<  <  ج: ص:  >  >>