للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعو للمسلمين الرعية والرعاة؛ لأن ذلك الوقت ساعة ترجى فيه الإجابة، والدعاء للمسلمين لا شك أنه خير، فلهذا استحبوا أن يدعو للمسلمين.

ولكن قد يقول قائل: كون هذه الساعة مما ترجى فيها الإجابة، وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجود في عهد الرسول ، وما وجد سببه في عهد النبي ولم يفعله فتركه هو السنة؛ إذ لو كان شرعاً لفعله النبي ، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي كان يدعو للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به، ولا نقول: إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول: إنه من الجائز، لكن قد روي أن النبي «كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة» (١)، فإن صح هذا الحديث فهو أصل في الموضوع، وحينئذٍ لنا أن نقول: إن الدعاء سنّة، أما إذا لم يصح فنقول: إن الدعاء جائز، وحينئذٍ لا يتخذ سنّة راتبة يواظب عليه؛ لأنه إذا اتخذ سنّة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنّة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه.


(١) أخرجه البزار (٢/ ٣٠٧) «كشف الأستار» عن سمرة بن جندب .
قال البزار: «لا نعلمه عن النبي إلا بهذا الإسناد». وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٩٠): «وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف». وقال الحافظ في «البلوغ» (٤٩٢): «بإسناد فيه لين».

<<  <  ج: ص:  >  >>