للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: «حتى يصلي ركعتين يوجز فيهما»، والدليل على ذلك:

١ ـ قول النبي : «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» (١)، وهذا عام.

٢ ـ أن النبي : «رأى رجلاً دخل المسجد فجلس، والنبي يخطب، فقال: أصليت؟ قال: لا، قال: قم فصلِّ ركعتين» (٢)، وفي رواية: «وتجوَّز فيهما».

٣ ـ قول النبي : «إذا جاء أحدكم يوم الجمعة، وقد خرج الإمام فليصل ركعتين وليتجوز فيهما» (٣). فالسنة في هذا ظاهرة.

وقد استنبط بعض العلماء من هذا أن تحية المسجد واجبة، ووجه الاستنباط أن استماع الخطبة واجب، والاشتغال بالصلاة يوجب الانشغال عن استماع الخطبة، ولا يشتغل عن واجب إلا بواجب، وقد ذهب إلى هذا كثير من أهل العلم، ولكن بعد التأمل في عدة وقائع تبين لنا أنها سنة مؤكدة، وليست بواجبة، ويمكن الانفكاك عن القول بأنه ينشغل بأن يقال: قد ينشغل، وقد يسمع بعض الشيء وهو يصلي، والإنسان يسمع وهو يصلي، ويفهم وهو يصلي؛ ولهذا كان الرسول يصلي بالناس فإذا سمع بكاء الصبي تجوَّز في صلاته (٤)، وهذا دليل على أن


(١) سبق تخريجه (٤/ ١٢٤).
(٢) أخرجه البخاري (٩٣٠)؛ ومسلم (٨٧٥) عن جابر بن عبد الله .
(٣) أخرجه مسلم (٨٧٥) (٥٩) عن جابر .
(٤) سبق تخريجه (٤/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>