للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: الحديث ورد بالتذكير فكيف نؤنث الضمير إذا كان الميت أنثى؟

فالجواب: أن هذا الحديث ورد في الدعاء لميت ذكر، ولو أن الرسول قال: «إذا صليتم على الميت فقولوا: اللهم اغفر له … إلخ» لتوجه عدم التأنيث، فنأخذ بالنص ونؤوله على ما يناسب الحال.

وإن كان المقدم اثنين تقول: اللهم اغفر لهما …

وإن كانوا جماعة تقول: اللهم اغفر لهم.

وإن كن جماعة إناث تقول: اللهم اغفر لهن.

وإن كانوا من الذكور والإناث، فيغلب جانب الذكورية، فتقول: اللهم اغفر لهم، فالضمير يكون على حسب من يدعى له.

ونظير هذا من بعض الوجوه حديث ابن مسعود في دعاء الغمّ: «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك .... » (١).

والمرأة تقول: «اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك .... ».

وإن كان الإنسان لا يدري هل المقدم ذكر أو أنثى، فهل يؤنِّث الضمير أو يذكِّرُه؟.

الجواب: يجوز هذا وهذا، باعتبار القصد، فإن قلت: اللهم اغفر له، أي: لهذا الشخص، أو للميت، وإن قلت: اللهم اغفر لها، أي: لهذه الجنازة.


(١) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٣٩١، ٤٥٢)؛ وابن حبان (٩٧٢) إحسان؛ والحاكم (١/ ٥٠٩) عن ابن مسعود ؛ وحسّنه ابن القيم في «شفاء العليل» ص (٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>