للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الجحفة» (١)، لأنها كانت بلاد كفر.

ولما خَربت الجحفة وصارت مكاناً غير مناسب للحجاج جعل الناس بدلها رابغاً، ولا يزال الآن ميقاتاً، وهو أبعد منها قليلاً عن مكة، وعلى هذا فمن أحرم من رابغ فقد أحرم من الجحفة وزيادة، وبينها وبين مكة نحو ثلاثة أيام، والفرق بينها وبين المدينة سبعة أيام.

قوله: «وأهل اليمن يلملم»، «يلملم» قيل: إنه مكان يسمى يلملم، وقيل: إنه جبل يلملم (٢)، والميقات عند هذا الجبل، وأياً كان فهو معروف.

قوله: «وأهل نجد قرن» هو قرن المنازل (٣)، وقيل: إنه يقال له قرن الثعالب.

ولكن الصحيح، أن قرن الثعالب غير قرن المنازل (٤).

قوله: «لأهل المشرق ذات عرق»، وسمي هذا المكان بذات عرق؛ لأن فيه عرقاً وهو الجبل الصغير.

وهذه الثلاثة يلملم، وقرن المنازل، وذات عرق متقاربة، وهي عن مكة نحو ليلتين، وذات عرق أبعد من قرن المنازل،


(١) أخرجه البخاري في المرضى/ باب من دعا برفع الوباء والحمى (١٨٨٩)؛ ومسلم في الحج/باب الترغيب في سكنى المدينة (١٣٧٦) عن عائشة .
(٢) في طريق الساحل، ويسمى اليوم بالسعدية جنوب مكة.
(٣) ويسمى الآن بالسيل الكبير، وعلى موازاته من طريق الهدا وادي محرم.
(٤) فقرن الثعالب جبل مطل على عرفات.

<<  <  ج: ص:  >  >>