للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محذوف، والتقدير سعياً شديداً، والسعي هنا بمعنى الركض، فيسعى سعياً شديداً بقدر ما يستطيع، لكن بشرط ألا يتأذى أو يؤذي، فإن خاف من الأذية عليه، أو على غيره فليمش، وليسع بقدر ما تيسر له، وكذلك لو كان معه نساء يخاف عليهن سقط عنه السعي الشديد.

والدليل على ذلك فعل الرسول ﷺ، فإنه كان يسعى حتى تدور به إزاره من شدة السعي (١).

فإن قال قائل: ما الحكمة في كونه يسعى سعياً شديداً بين العلمين.

فالجواب: أنه كان في هذا المكان واد، أي مسيل مطر، والوادي في الغالب يكون نازلاً ويكون رخواً رملياً فيشق فيه المشي العادي، فيركض ركضاً.

وأصل السعي أن يتذكر الإنسان حال أم إسماعيل، فإنها ﵂ لما خلَّفها إبراهيم ﵊ هي وابنها في هذا المكان، وجعل عندها، سقاءً من ماء، وجراباً من تمر، فجعلت الأم تأكل من التمر وتشرب من الماء، وتسقي اللبن لولدها، فنفدَ الماء ونفد التمر، فجاعت وعطشت، ويبس ثديها،


(١) أخرجه الإمام أحمد (٦/ ٤٢١)؛ وابن خزيمة (٢٧٦٤)؛ والدارقطني (٢/ ٢٥٥)؛ والحاكم (٤/ ٧٠) عن حبيبة بنت أبي تجراة ﵂، وضعفه ابن عدي (٤/ ١٤٥٦)؛ وأبو حاتم كما في «العلل» (١/ ٢٦٩)؛ والذهبي في «تلخيص المستدرك» وله طرق أخرى أخرجها الدارقطني (٢/ ٢٥٥)؛ والبيهقي (٥/ ٩٧)؛ وصححها ابن عبد الهادي في «التنقيح» كما في «نصب الراية» (٣/ ٥٦)؛ والذهبي في «تنقيح التحقيق» (١٥١٢) وانظر: «الإرواء» (١٠٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>