للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث: «أن تلد الأمة ربها» في إحدى روايات البخاري (١)، وقال في ضالة الإبل: «ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها» (٢).

قوله: «وتتبعه هِمة أوساط الناس» هذا القيد قيد فيما يجب تعريفه لا في اللقطة؛ لأن اللقطة يصدق عليها التعريف، وإن كانت لا تتبعها همة أوساط الناس، فمن وجد رغيفاً لا يساوي درهماً فهي لقطة، وإن كانت الهمة لا تتبعه.

لكن المؤلف دمج الحكم في التعريف ليبين أن الذي يجب تعريفه، هو الذي تتبعه همة أوساط الناس، وأما ما لا تتبعه همة أوساط الناس فهذا لا يعرف.

والمراد بقوله: «همة أوساط الناس» أي: تتعلق به نفوسهم، وعلى هذا فنقول: من وجد مالاً فعلى ثلاثة أقسام:

الأول: أن يعلم أن صاحبه تركه رغبة عنه فهذا لواجده، كما يوجد الآن بعض الكراسي المكسرة ترمى في الأسواق، أو بعض الزنابيل، أو بعض الأواني، أو ما أشبه ذلك، نعلم أن صاحبها تركها رغبة عنها، هذه يملكها واجدها بدون شيء، حتى لو علمنا أن هذا الرجل له متاع ثقيل في البر، وعجز عنه وتركه


(١) أخرجها في الإيمان/ باب سؤال جبريل النبي في الإيمان والإسلام والإحسان … (٥٠) عن أبي هريرة .
(٢) أخرجه البخاري في العلم/ باب الغضب في الموعظة … (٩١)؛ ومسلم في اللقطة/ باب معرفة العفاص والوكاء … (١٧٢٢) عن زيد بن خالد الجهني .

<<  <  ج: ص:  >  >>