للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: «ودية الكتابي نصف دية المسلم» «الكتابي» هو اليهودي والنصراني، وسمي كتابياً؛ لأنهم أهل كتاب، والكتب التي بقيت ينتسب إليها هي التوراة، والإنجيل، فسمي من انتسب إليها كتابياً.

وقوله: «ودية الكتابي» يشمل المعاهد، والذمِّي، والمستأمِن، ولا يشمل الحربي؛ لأنه غير معصوم فلا دية له، فهؤلاء ديتهم نصف دية المسلم، لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي «قضى بأنّ عقْل أهل الكتاب نصف عقل المسلمين» رواه أحمد (١)، ولو قرأ هذا عامي لقال: سبحان الله عقول الكفار ناقصة عن المسلمين، وهذا من المحاذير التي قالها بعض الناس من اعتماد الإنسان على مجرَّد الكتب؛ لأنه قد يقرأ المكتوب ويفهمه على غير مراده، فيَضل ويُضل، والمراد بالعقل في الحديث الدية، وسميت عقلاً باسم المصدر؛ لأنها من عقلت البعير أعقِلُه عقلاً، فسميت عقلاً لأنه من عادتهم أن دافع الدية يأتي بالإبل إلى بيت من هي له، وينيخها ويعقلها.

وفي لفظ آخر للحديث: «عقل الكفار نصف عقل المسلمين» (٢)، وفرقٌ بين قوله: «عقل الكفار» وبين قوله: «عقل


(١) رواه أحمد (٢/ ٢٢٤)، والنسائي في القسامة/ باب كم دية الكافر؟ (٨/ ٤٥)، وابن ماجه في الديات/ باب دية الكافر
(٢٦٤٤) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(٢) رواه الترمذي في الديات/ باب ما جاء في دية الكفار (١٤١٣)، والنسائي في القسامة/ باب كم دية الكافر؟ (٨/ ٤٥)
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: «عقل الكافر نصف عقل المؤمن»، وقال الترمذي في روايته: «دية عقل
الكافر نصف دية عقل المؤمن»، ورواه أحمد (٢/ ١٨٠) من طريقه ولفظه: «دية الكافر نصف دية المسلم».

<<  <  ج: ص:  >  >>