للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البهائم فقط، والشبك الرفيع الطويل المربع، الظاهر أنه عن الجميع.

والدليل على هذا أن الرسول أذن لمن مر بالحائط أن يأكل منه غير متخذٍ خُبنة (١)، والخبنة هي التي يجعلها الإنسان في طرف ثوبه، أي لا يحمل منه شيئاً، ولهذا قال المؤلف:

«من غير حمل».

فشروط الأكل ثلاثة، وإن قلنا: شروط الأخذ فهي أربعة.

فإذا كنا نتكلم عن الأكل فهذه شروطه، وإذا كنا نتكلم عن الأخذ فنزيد شرطاً رابعاً وهو ألا يحمل، فإن حمل فهو حرام؛ لأن الأصل تحريم أكل المال.

ولكن في الحديث شرطاً لم يشر إليه المؤلف، وهو أن الرسول أمر من دخل حائطاً أن ينادي صاحبه ثلاثاً، فإذا أجابه استأذنه، وإن لم يجبه أكل (٢)، وهذا شرط لا بد منه؛ لأنه دل عليه الحديث، وما دل عليه الحديث


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٧)، وأبو داود/ باب في ابن السبيل يأكل من الثمر … (٢٦١٩)، والترمذي في البيوع/ باب ما جاء في احتلاب المواشي … (١٢٩٦)، والبيهقي (٩/ ٣٥٩)، قال الترمذي: «حديث حسن غريب صحيح».
(٢) أخرجه البخاري في الرقاق/ باب حفظ اللسان (٦٤٧٥)، ومسلم في الإيمان/ باب الحث على إكرام الجار والضيف … (٤٧) عن أبي هريرة .

<<  <  ج: ص:  >  >>